منذ الأزل يقاتلون من أجل أمرين: الأرض والمرأة..تزرع الأولى فتنتج خضارا، نباتا..حياة. والثانية فتنتج أطفالا، سعادة..حياة.
...
أفكر للوهلة بالأمس، كنت في ذلك المكان اللذي عجّ بالبشر، بالأمس.. واذ به ينادي باسمي، شاب ما، أزحت رأسي، خانتني القدرة على تمييز الوجوه، فكرت أني عرفته لكني سرعان ما عرفت أنه ليست علاقة لمعرفتي بالاسم الذي قاله، عرفني بنفسه ففهمت، قال اسمه بطريقة واعدة ماددا يده، أرجعت له السلام باحترام ولطافة، بنظرة للوراء أجدها لطافة مبالغ بها، انما سببها يعود الى التباسي حول هويته في بداية الأمر.
لا أدري من أين قفز الموضوع الى رأسي فقد كنت بعز النوم وعمق الحلم . صحوت وأنا أراجع طريقة سلامه ويده ممدودة نحوي بابتسامة واثقة والتفاظه لاسمه بطريقة جيمس بوندية. فزعت وقلقت لوهلة لا بد أني أبديت له "موافقة" بسلامي. فهو لا يعرف ما الذي يختبأ وراء سلامي اللطيف، سيظن اني سعدت لتطابق الاسم والشكل وياه كم سأحبه وأجن بحبه..وكم أنا موافقة لعرضه الذي يفهمه الاعمى من طريقة تفوهه باسمه. وأفهمه أنا لأني سبق أن رأيت حروف اسمه على شاشة الحاسوب في ويندو التشات، فقد أضافني وقبلت سهوا وظنا مني أنه شخص اخر يحمل نفس الاسم الشخصي يدرس معي في الجامعة، فأنا لا أعير الاهتمام حقا لقائمة التشات ولا أعرف نصف من يتواجد هناك، ولا يعنيني أن أعرف الان. تبين لي لاحقا أنّ هذا ليس ابن صفي الجامعي، هو شخص لا اعرفه ايضا ويود لو "تعرفنا على بعض". منذ نطقه الأول على شاشتي عرفت اني لست معنية عدا مقتي للذكور هذه الفترة من السنة، ثم ما الذي طرأ لأتعرف على شاب ماسنجري بهذه الطريقة. شعرته استعراضي وقتها والان، ما أكرهه جدا، ولا اريد أن أفهم من يعيشون على أساس أنّ الحياة لائحة اعلانات كبيرة أو فاصل تجاري طويل الأمد يقذفون فيه مواهبهم.
هكذا تسارعت أفكاري وضحكت منها ممتدة على سريري بين اليقظة والنوم، تذكرت مجددا يده ممتدة واسنانه مضيئة، واستجابتي بلطف وغباء فطري في ردود الفعل السريعة مع البشر. مصافحة تحمل نعم كبيرة . يا لسذاجتي.