الثلاثاء، 9 ديسمبر 2008

كل شيء الان يذكرني بك، وكأني أجعل من كل شيء حولي، متعمدة، جزء من ذكريات أنت داخلها. أفكر بصوت لا يسمعه سواي، وأستغرب شعوري بالفقد، الاشتياق وبعض من الأمل الوهمي بلقائك صدفة. لا يهمني مرورك الخاطف الثقيل علي، فقد حدثت معي طرفة، تدل على قمة الوحدة، أو لربما الشرود الذي أنا به. جالسة، أقرأ ببطء شديد مادة الكورس..وقد أنتهيت من القهوة، أقرأ وأمركر (Marker)! جاء زوج شاب، من العرب جلسا بجواري والتهما السلطات، في زاوية محشوة في اخر المقهي، أًصبحت جلستي مطوقة من الجهات كلها، أمامي كرسي فارغ، وبجانبي كرسي تستقبل حقيبتي بلطف وسخاء، لا شيء يزعجني، أجلس وأقرأ ببطء ولذة. قدمت نادلة مجهولة الهوية بعجلة معهودة، تسألني ان كان يجلس أحد معي، أجبتها بالحقيقة المرة وتابعت التباطئ. وضعت بنفس العجلة، أغراضها على الكرسي الكريم، وجلست على الكرسي الفارغ، وملأت النصف الاخر من الطاولة بأكياس ممتلئة بالنقود، وباشرت بعملية العد، هكذا بكل طبيعية وتلقائية. فكرت للحظة أو أكثر، هل أنا هواء؟ هل أعجبت بي هذه المثلية؟ هل أبدو وحيدة ومثيرة للشفقة الى هذا الحد؟ هل هذا هو الركن الامن الوحيد في المقهى لتعد البخشيش وتقسمه على النادلين؟ هل أنا منزعجه من وجودها؟ كلا أجبت نفسي، قطعا غير منزعجة ولذلك لا تهم الاجابات. مرّ الوقت، قالت شيئا فمازحتها طالبة ألا تنسى حصتي من البخشيش! ومرّ المزيد من الوقت والصفحات المقروءة، الا أن أتوها بصحن من السلطة، فعاد سؤالي الى وعيي، مع تسلل الروائح الطعامية الشهية، أما هي فباشرت بالطعام، وبعد لقمة أو لقمتين، نظرت الي باسمة، سائلة اذا كانّ ما في يدي هو لائحة الطعام، أجبت بالنفي بابتسامة مستغربة، واستكملت. فجأة نهضت من مكانها تعتذر تعتذر وتبرر نفسها، ظنت أني أراقب الحسابات في المكان، انتقلت الى طاولة مجاورة، قلت لها أني لم انزعج ولا ينبع عدم احتجاجي من خجل بتاتا (هل كنت وحيدة الى هذا الحد؟). ضحكنا كثيرا..

ليست هناك تعليقات: